وكاله مهر للانباء-عبدالله مغامس: أعلنت وسائل الإعلام بأن طائرتين مقاتلتين أميركيتين من طراز (F-15 se) اعترضتا طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة "ماهان" اثناء رحلة لها من "طهران" الى "بيروت" في المجال الجوي السوري، مما دفع قائدها إلى تغيير الارتفاع سريعا لتجنب الاصطدام، وهو ما تسبب في إصابة عدد من الركاب بجروح ونشر حالة من الهلع والخوف الشديدين لدى المسافرين على متن الطائرة.
فيما عاشت منطقة جنوب لبنان المحاذية لفلسطين المحتلة الايام الاخيرة حالة من التوتر الشديد، وإستنفرت وسائل الاعلام المحلية والعالمية كل طاقاتها ومراسليها لمعرفة ماذا يحدث على الحدود، وكنا نتابع ما تنقله القنوات الفضائية العربية والغربية بشكل متواصل لمعرفة حقيقة ما يجري وخصوصا بعد نقل مشاهد قصف مدفعي عنيف في اتجاه الأراضي والقرى اللبنانية من قبل العدو الصهيوني.
وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء حواراً مع الاعلامية الفلسطينية "سها جادالله" ومديرة تحرير جريدة "الجمهورية اليوم دوت كوم" ونائبة رئيس دائرة الإعلام في رابطة مثقفي مصر والشعوب العربية.
وفيما يلي نص اللقاء:
*لماذا تقوم الولایات المتحده باستخدام الطیران المدنی وآرواح الناس کسلعه لنشر الرعب وتحقیق اهدافهم السیاسیه أو الانتخابیه علی حساب ارواح البشر؟
إن اعتراض وتهديد طائرة الركاب الإيرانية من قبل مقاتلتين أميركيتين، يعد عمل غير قانوني وشرس وخطير و تجسيد ملموس لنهج الإرهاب الأمريكي في استهداف حياة المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء، ويعد انتهاك صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بالطيران المدني.
وبهذا العمل الاجرامي كشف الساسة الأميركيين مرة أخرى عن وجوههم الحقيقية وأظهروا بأنهم لا يأبهون بتحطيم طائرات الركاب المدنية، وخاصة ان المقاتلات الامريكية قامت باعتراض الطائرة الايرانية داخل الاجواء السورية.
*هل کان الهدف من التعرض الامریکی لطائره الرکاب الایرانیه هو محاوله خداع منظومه صواریخ الدفاع الجوی لإسقاط طائره الرکاب الایرانیه؟ ما رآیکم بهذه الخدعه الامریکیه الفاشله؟
حسب الرواية الامريكية بأن مقاتلة من نوع "إف-15 كانت تقوم بمهمة جوية روتينية، أجرت عملية مراقبة بصرية عادية لطائرة ركاب تابعة لشركة "ماهان" على مسافة آمنة تبلغ حوالى ألف متر عن الطائرة، وعندما تعرف قائد الإف-15 على الطائرة على أنها طائرة ركاب ل"ماهان إير" ابتعد بأمان عن الطائرة"، مؤكدة أن عملية الاعتراض المهنية جرت وفق المعايير الدولية".
لكن من المؤكد ان امريكا ما كانت لتقوم بتفيذ هذا العمل الارهابي فقط من اجل ان "تفحص بصريا" فيما اذا كانت هذه الطائرة مدنية او حربية، مع وجود الرادارات والاجهزة التي تحدد نوعية الطائرات وهي على ارتفاع آلاف الكيلومترات، فهناك اسباب واهداف امريكية وراء هذه الجريمة الارهابية.
ان الهدف من ذلك هو تهديد الطيران المدني الإيراني كي لا يعبر من الأجواء العراقية السورية اللبنانية خاصة بعد أن هددت أمريكا شركة ماهان الإيرانية في الفترة السابقة.
من الواضح هناك محاولات امريكية خبيثة لاظهار عدم فاعلية الدفاعات الايرانية التي قررت ايران تزويد سوريا بها خلال زيارة رئیس هیئة الأرکان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة اللواء "محمد باقري" الى دمشق مؤخرا، هذا ما كشفه السفير السوري في لبنان "علي عبد الكريم".
انها خدعة فاشلة، حتي امريكا نفسها قد ضحكت من تبريراتها لجريمتها الارهابية، فلا وجودها العسكري في سوريا ولا في العراق قانوني ولا حتى تحليق طائراتها الحربية في سماء البلدين، كما ان "الفحص البصري" لطائرت مدنية تحلق في خطوط ملاحية دولية معروفة، من قبل طائرت حربية معتدية، لو تحول الى "سُنة" فاننا سنشهد كوارث جوية لا تنتهي.
*قال محمد جواد ظریف وزیر الخارجیه الایرانی بأنه یجب وضع حد للأفعال الامریکیه الخارجه عن القانون، وقال کدخدایی المتحدث باسم مجلس صیانه الدستور بأن العمل الارهابی الامریکی یتطلب ردا بالمثل، کیف سیکون الرد الایرانی برآیکم؟ وهل سیقتصر الرد علی التهدید ام انه سیکون هناک رد عسکری حاسم؟
ان من حق ايران ان تحتج على هذا الاجراء الغير قانوني في منظمة الامم المتحدة، وتستغل هذا الحدث دوليا، من خلال الضغط السياسي الدولي ضد الولايات المتحدة رغم خضوع المؤسسات الدولية لإرادة الولايات المتحدة.
اما الرد العسكري ليس مؤكد في الفترة الحالية، حيث توجد كثير من المعوقات التي تجعل أي رد عسكري مغامرة فاشلة، خاصة في ظل جائحة كورونا التي اثرت على العالم اجمع.
ان تهديد دولة تعتبر نفسها اكبر قوة عسكرية في العالم، خطوط الملاحة الجوية الدولية يتعبر عمل ارهابي، ويجب ان يكون له رادع قانوي ودولي، والا سوف يحكم العالم منطق الغاب، ويكون بامكان اي دولة ان تعرض حياة المدنيين للخطر، بذرائع سخيفة كالتي سطرتها امريكا.
أما بالنسبة الى التوترات التي حدثت في جنوب لبنان والشمال الفلسطيني، يعني كان هناك ارتباك واضح جدا من خلال البيانات التي تصدر عن العدو الصهيوني، مما يدل على تخبطه وخوفه من المقاومة اللبنانية، حيث اطلق تصريحات عشوائية متناقضة حتى وصل به الامر لان يقول المحلل العسكري الإسرائيلي "يوسي ميلمان": "ان تصرفات الجيش الإسرائيلي مقلقة بشكل كبير، اغلاق الطرق ووضع الكثير من القوات في حالة تأهب خوفا من رد "حزب الله" على الحدود اللبنانية ردا على استشهاد احد عناصره، ليست هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الجيش القوي في الشرق الأوسط، حزب الله انتصر بالضغط على الوعي".
*کیف کان رد المقاومه علی استشهاد "علی كامل محسن" فی رآیکم؟ يعني هناک قراءات تقول بان هذا الامر سیؤدی الی احتمالین:
اولهما: ان یبقی کیان الاحتلال الصهیونی المواجهه موضعیه کما تناقلت وسائل اعلام العدو الصهیونی کی تنقذ اسرائیل نفسها من رد المقاومه،
وثانیهما: هو ان تتجه الامور الی منحی اخر.
کیف تقرؤون الوضع عندکم؟
بعد إعلان حزب الله عن استشهاد أحد عناصره في الاعتداء الإسرائيلي على دمشق، بات الاحتلال الصهيوني في حالة استنفار دائمة، بل فرض قيود على شعبه في شمال فلسطين المحتلة بالبقاء في بيوتهم.
كما وأشارت وسائل إعلام إسرائيليّة إلى وجود "خشية وتأهب في إسرائيل" من رد حزب الله على الحدود اللبنانيّة-الفلسطينيّة.
وهذا ما ظهر واضحا في الايام الماضية، عندما اعلن الاحتلال عن عملية تسلل في الشمال، وبدا الاعلام العبري في حالة تخبط، ونشر اخبار متناقضة، حسمه بيان حزب الله الذي نفي فيه تنفيذ المقاومة اي عملية بشمال فلسطين المحتلة ومؤكداً على ان الرد على استشهاد المجاهد "علي كامل محسن" آت حتما.
*کان هناک تساؤلات هل ما یجری الان هو عملیه محدوده ام تمهید لعملیات عسکریه اوسع من جانب المقاومه؟
من الواضح أن حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعل المقاومة على جريمة العدو، التي أدت إلى استشهاد المجاهد "علي كامل محسن" وكذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة "يحسبون كل صيحة عليهم".
وفي محاولة منه للغطاء على فشله، قام بنشر اخبار خاطئة، و لاختراع انتصارات وهمية كاذبة، ايضا ما صدر عن الاعلام العبري من رفع حالة التأهب في الشمال الفلسطيني، وتعزيز قوات الاحتلال في الشمال بمنظومات صواريخ متطورة، والتجهيز لردع اي عملية رد تقوم بها المقاومة اللبنانية.
وقد تكون في القريب عملية نوعية للمقاومة، ورد للاحتلال، واذا لم يتم تدارك الأحداث، فستتدحرج كرة النار لتشعل المنطقة كافة.
*هناک قراءات اسرائیلیه تقول بان نتنیاهو سیستغل مآزقه الداخلی "من مظاهرات الفساد التي قامت ضده والمطالبه بمحاکمته كما شاهدنا منذ یومین" للهروب من السجن الی الحرب؟ يعني هناك كثير من المحللين يقولون ان ای توسعه اسرائیلیه للرد علی حزب الله تعنی ان هناک قرار محاوله فرار من الوضع الداخلی ولیس ردا علی العملیه العسکریه التی قامت بها المقاومه. ما هو رأيكم في هذا الموضوع؟
لاشك ان الوضع الداخلي لدى الاحتلال قد يؤثر على قراراته الخارجية والداخلية، ولا نستعبد قيام نتنياهو بعملية عسكرية هروبا من الشأن الداخلي المتأزم، وهذا ما عهدناه من الاحتلال الصهيوني بتصدير أزماته للخارج.
/انتهى/
تعليقك